القبر ينادي........ فهل من ملبي

القبور .....
وما أداراك ما القبور وما تحتويه ؟؟؟
ظاهرها التراب .. وباطنها حسرة وعذاب ... وصراخ وأنين وخراب ... أورائحة جنان ... ونعيم وثواب .. لكل عبداً أواب ..
يمر المارُ بها فلا يتعظ .. ولو درى ما فيها لسكب على نفسه العبرات .. ولجأر الى ربه طالباً
إقالة العثرات ... واِستدراك ما فات ...
تاالله لقد وعظت أيها القبر فما تركت لواعظٍ مقال ..
وناديت : يا عُمار الدنيا ! لقد عمرتم داراً موشكة بكم الى زوال ..
وخربتم داراً انتم مسرعون إليها انتقالاً...

هذه دار الاستيفاء ... ومستودع الأعمال .. وبذر الزرع , وهي محلٌ للعبر , وموضع للتامل والفكر , إما روضةً من رياض الجنة , أو حُفرةٌ من حفر النيران .. فياليت شعري .. يقِرُ لنا قرار ؟
ويطيب لنا عيشٌ ؟ ويلذُلنا طعام ؟
ونحن لا ندري اي المحلَين ننزل .. هل ننزل منازل السعداء ؟
ام ننزل منازل الاشقياء ؟؟

مـا حـال من سكـن الثرى مــا حـاله ... أمسى وقــد رثــت هــنــاك حِـبالهُ
أمسـى ولا روح الحـيـاة تــصـيـبـهُ ... أبــداً ولا لُــطف ُالحـبـيـب يـنـالـــهُ
أمسى وقــد دَرَسَت محاســنُ وجهه ... وتــفـــرقــت في قــبــرِه أوصالُـه
واسـتـبـدلت منه الــمـجـالسُ عـبـرةً ... وتــقَسمــت من بــعــده أمـــوالُـه
ما زالــت الايـــــام تــلعـبُ بالـفــتى ... والمال يـذهب صــفوه وحــلالـــه

فيا أختي الحبية !!
ما هي إلا أيا م قلالئل حتى يُقال : فلانه ماتت .... ثم تحملين على الاعناق , ويلقى بك في الأعماق في قبرٍ مظلم موحشٍ , لا أنيس فيه ولا جليس , ولا صاحبة ولا أخت ,لا زوج ولا ولد , وسيرجعون جميعاً الى بيوتهم ويتركونكِ في قبرك وحيدةً مرتهنةً بعملك ...
فأعمل اليوم لتحصدي غداً ’
واتعبِ اليوم لتستريح غداً .
وأبكِ اليوم لتضحك غداً.. صم الدنيا واجعلِ فطرك في قبركِ ..

أول منازل الآخرة ...

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبرٍ بكى حتى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة فلا تبكي , وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله [] قال : (( القبر أول منازل الآخرة , فإن ينجُ منه فما بعده أيسر منه , وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه )) ثم قال : قال رسول الله مارأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه )) رواه احمد والترمذي وصححه الالباني }

ذكرى ...

قال أبو إسحاق : شهدت جنازة رجل من إخواني ـ منذ خمسين سنةً ـ فلما دفن وسوَي عليه التراب ُ
وتفرق الناس , جلستُ الى بعض تلك القبور , ففكرت فيما كانوا فيه من الدنيا وانقطاع كل ذلك عنهم , فانشدة أقول :

سلامُ على أهل القبور الدَاوَرِسِ .. .. كأنهم لم يـجلسوا في المجالـــسِ
ولم يشربوا من باردِ الماء شربةً .. .. ولم يأكلــوا من بين رطبٍ ويابسِ
ألا خبَروني أين قبـــر ذلــيلـكـــم ؟ .. .. وقبرُ العـزيـزِ البــاذخِ المتـمرَسِ

وعن عيسى الخواص أن رجلاً من الصدر الاول دخل المقابر , فمر بجمجمةٍ باديةٍ من بعض القبور , فحزن حزنَا شديداً , ثم واراها , ثم التفت فلم يرى الا القبور فحدث نفسه فقال : لو كشفتُ عن بعضها فسألته ما رأى ؟ ..
فأُتي في منامه فقيل له : لا تغتر بتشييد القبور من فوقهم , فإن القوم بليت خدودهم في الترابِ, فمن بين مسروراً ينتظر ثواب الله ـ عز وجل ـ وبين مغموما أسفاً على عقابه , فإياك والغفلة عما رأيت .. فأجتهد الرجل بعد ذلك اجتهاداً شديداً حتى مات .

القبر ينادي ...

أُختي الحبيبة . انصت قليلاً .. وسوف تسمعِ كلاماً ما سمعت به من قبل .. ولا خطر لك على بال .. كلاماً يهز القلوب , ويذهل العقول , ويسكب العبرات .. ويطلق الاهات والزفرات .. إنه كلام القبور .. تقول :
ابن آدم .... تمشي عل ظهري , ومصيرك في بطني .
ابن آدم .... تضحك على ظهري وسوف تبكي في بطني .
ابن آدم .... نفرح على ظهري , وسوف تحزن في بطني .
ابن آدم .... تذنب على ظهري , وسوف تعذب في بطني .
ابن آدم .... كيف نسيتني ؟؟؟؟؟ وماذا أعددت لي ؟؟؟؟؟
أما علمت اني بيت الغربة ....
وبيت الوحشة ...
وبيت الظلمة ...
وبيت الدود ...
وبيت الوحدة والانفراد ...
فإن كنتِ في حياتك لله ِ مطيعة ,كنتِ عليك اليوم رحمة ...
وإن كنت لربكِ في حياتكِ عاصيةً , فأن عليكِ نقمة ...
أنا البيت الذي من دخاه مطيعاً خرج منه مسروراً ...
ومن دخله عاصياً خرج من مثبوراً ..
أما ذكرت ظلمتي ... ؟
أما ذكرتوحشتي ... ؟
أما ذكرتي ضيقي ... ؟
أما ذكرت غمي .... ؟
قال عبد الله بن عبيد بن عمير : بلغني أن الميت يقعد في حفرته وهو يسمع خطو مشيعيه, ولا يكلمه شيئقبل حفرته تقول : ويحك ابن آدم !
أليس قد حذرتني , وحُذرت ضيقي وظلمتي , ونتني وهولي ؟!
هذا ما أعددت لك فما أعددت لي ؟؟

تجهيز النفس ..

اختي في الله عش ما شئت فإنك ميته ... واحبب من شئت فإنك مفارقة .. واعمل ما شئت فإنك مجازاة به , فالجزاء من جنس العمل ... وكما تدين تدان ...
نعيم القبر ..
وفي القبر أختي الحبيبه ـ نعيم وروحُ وريحان , وطيب وراحة لمن أحسنة في هذه الدنيا العمل , ولم تبدد عمرها في المعاصي والذلل , وراقبة ربها عز وجل ـ
قال تعالى { فأما إن كان من المقربين () فروحُ وريحان وجنت نعيم } الواقعة : 88 89 )
عذاب القبر ...
وعذاب القبر حقُ لا ريب فيه , جأت به الآيات الفصاح , ودلت عليه الاحاديث الصحاح , وانعقد على ذلك اجماع المعتبرين من أهل السنة والجماعة , ومن ذلك قوله تعالى{ ومن أعرض عن ذكري فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } طه : 124 )
قال ابو سعيد الخدري , وابن مسعود رضي الله عنهما : المعيشة الضنك هي عذاب القبر .
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي قال : (( لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر .

أسباب عذاب القبر ...

أن عذاب القبر من آثار غضب الله وسخطه على العبد جراء ما أقترف من الذنوب والمعاصي .
ويصح القول بأن كل معصية يمكن أن تكون سبباً في عذاب القبر ,
إذا أصر صاحبها عليها ولم يتب ويندم عليها .
وهناك أعمال دلت عليها الاحاديث , وذكر أهل العلم أنها من أسباب عذاب القبر ,وذلك منها .:
الكفر , الشرك , النفاق , الغيبة , النميمة , الكذب , عدم الاستبراء من البول , الزنى , الاعراض عن ذكر الله , النياحة على الميت , والحكم بغير ما أنزل الله , تبديل شرع الله , هجر القرآن بعد تعلمه , اكل مال الربا , شرب الخمر ,, اكل مال المسلمين بغير الحق , افتراء الكذب على الله , إيذاء المسلمين , تعذيب الحيوان وحبسه حتى يموت , واخذ الغلول , جر الثوب خيلاء , وغير ذلك من الاسباب ..

اسباب نعيم القبر ..

طاعة الله فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
وبتجنب تلك الاسباب التي تؤدي الى عذاب القبر والمبارة بالتوبة والندم على الذنب والعزم على عدم العودة وكثرة الاستغفار , فعليك اختي الحبيبة إذا اردت النجاة من عذاب القبر أن تعمل بطاعة الله , على نور من الله ، ترجين ثواب الله , وان تترك معصية الله , وتخشين عقابه الله وترجين رحمته , فهذه حقيقة التقوى .
فسارعي اختي الحبيبة الى العمل بالطاعات وإعمار الاوقات بذكره وشكرهوتدبر آياته , وإياك أن تكوني من الغافبين المضيعين اللاهين العابثين .
يـــامــن بـــــدنـــيــاه أشــتـغــل ... وغـــــــــره طـــول الأمـــــــــــــــــل
الــــمــــوت يــــأتـــــي بــــغــتـة ً .. . والـقــبـــر صـنـدوق الــعــــمــــــل